قـارة التنـاقضـات

مصدر تطور الغرب وتخلف شعوبها

حمزة محصول

اجتمعت، في القارة الافريقية، منذ العصور القديمة وإلى غاية العصر الحديث، متناقضات كثيرة، وبين البيئة الغنية بالموارد الطبيعية، وأسلوب الحياة البشرية، فوارق فاصلة وكبيرة. وقد فوتت بلدانها على نفسها الاستفادة من الوسائل المتاحة امامها لبلوغ مراتب عليا من التقدم والازدهار، وانتقلت بصعوبة بالغة من مرحلة الحياة البدائية الى مرحلة التخلف والسير البطيء على طريق النمو في شتى  والميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واسباب ذلك عديدة لا تقبل الحصر.
لقد كانت قارتنا، ولازالت، مسرحا لتوترات ونزاعات وحروب اقليمية واهلية، ما ان تهدء في مكان حتى تشتعل في اخر، ولم ينتج عنها الا سقوط ملايين القتلى، وأدى هذا تدهور إلى الوضع الامني، في  دوام حالة التخلف والجهل و الفقر والامراض المزمنة و المخدرات، التي اصبحت ظواهر نمطية ملازمة لاسم القارة، فكلما ورد اسم افريقيا على أي لسان حتى تحضر  تلك الصورة السوداوية.
 وغالبا ما ترتبط عوامل  تقدم اوتخلف شعب ما، بمدى قدرته على النجاح في تجاوز التحديات واستعمال الوسائل المتاحة لديه وتطويعها بما يلبي حاجاته، وهو ما لم ينجح في فعله سكان القارة السمراء، ولم يهتموا بما تزخر به هذه الرقعة الشاسعة المتعددة الاقاليم والاعراق، ولجاوا مرغمين الى التكيف و التعامل وفق ما يفرضه الواقع القاسي.
وتعود حالة الجمود هذه، الى الجهل والتخلف والانغلاق الذي ميز القارة، على مر عصور طويلة، و منح بقاء الحال كما هو عليه، الفرصة امام القوى الاستعمارية الاروبية التي انتقلت الى هذه الارض، بحثا عن التوسع في اصقاع مختلف لتقوية امبراطورياتها،ومن اجل  امتصاص الموارد الطبيعية والمعادن النفسية، قصد الدفع بحركة النهضة و الثورة الصناعية، التي لم يكفي الفحم المنتشرفي جبال اروبا لتشغيلها، ورغم ما تملكه افريقيا تحويه من اماكانيات ضخمة، لازلت اعين قاطينها لا ترقب سوى الجوانب المتعلقة باساليب الحياة البيدائية والخرافية.
»الشعب« من خلال هذه صفحة  تريد افادة قرائها بكل ما يتعلق بافريقيا، التي لا نعرف عنها الا الجزء القليل، لان دفة الاهتمام مصوبة تجاه الشامل، الذي يوجه كل اهتمام الى الجنوب موقع مصالحه الكبرى، لذلك فان معرفة التفاصيل المتعلقة ببلدان القارة الافريقية وامكاناتها، إلى جانب الأمور الأخرى المتعلقة بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي فائقة الأهمية، من أجل تنوير الرأي العام، وطرح زاوية معالجة جديدة للشأن الافريقي ومتغيراته المتسارعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024